البرنس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبكة ومنتدى البرنس الفلسطيني
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جور حبش الحكيم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
malek alhazene

malek alhazene


ذكر
عدد الرسائل : 115
العمر : 34
الموقع : فلسطين
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 03/04/2008

جور حبش الحكيم Empty
مُساهمةموضوع: جور حبش الحكيم   جور حبش الحكيم Emptyالخميس 03 أبريل 2008, 6:04 pm

اليوم كنت حزينًا جدا، طيلة اليوم. لقد شعرت الدموع على وجهي في كل مرة رأيت فيها صوره على شاشات محطات التلفزيون العربية التي التي أنبأتنا وفاته. كنت قد رويت جزءًا من الحكاية هنا اليوم (في موقع وكالة أنباء العربي الغاضب): حكاية لقائي الأول مع حبش في بيروت عندما كنت طالبًا في المرحلة الثانوية. "أيقظني عزيز بعد منتصف الليل. لم أعرف أين كنت ذاهبًا. ولكن عزيز كان يبتسم. لقد عرف أن الأمر سيسرّني. ذهبنا على دراجته النارية. دخلنا غرفة المعيشة في تلك الشقة في شارع الحمرا، وكان هناك.. جورج حبش وزوجته هيلدا. كنت في السابعة عشرة من عمري، وكان ذلك عام 1978. كان حبش يشرب الويسكي، وأنا كنت سكرانًا .. بسببه وليس بسبب الويسكي. لم أتأثر في حياتي بمقابلة أحد كتأثري من مقابلته. برأيي أنه لا أحد يمتلك الكاريزما التي يمتلكها حبش، أقول هذا رغم أنني موضوعيًا أنظر بنقدية تجاه دوره السياسي وتجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

الإعلام الغربي بالطبع سيصوره كإرهابي، وكاتب آل سعود المحافظ – وضاح شرارة سوف يكرّر ما قاله من قبل عن حبش: إنه كان إرهابيًا. (وشرارة هذا لم أحبه عندما كان ستالينيًا وازداد عدم حبي له أكثر عندما صار من العرب المحافظين الجدد. ولكن عزائي هو أن لا أحد يقرأه، والذين يقرأونه لا يعرفون ماذا يريد أن يقول. ولقد أخبرني صادق جلال العظم يومًا أن كتابة شرارة هي نكتة داخلية بينه وبين نفسه، يعني بينكّت مع حالو).

ولكنني أعرفه أكثر منهم. وأنا أعرف حتى أنه كان رجلاً لطيفًا -"جنتلمان" - وليس رجلاً عنيفًا بتاتًا، ذلك رغم مضامين الأنباء الصهيونية عن وفاته في الصحافة الغربية. والمفارقة هي أن فترة خطف الطائرات و"العمليات الدولية" قد جعلته رجلاً سيء السمعة عالميًا في بداية السبعينيات رغم أنه لم يكن له علاقة بالأمر. لقد كان ذلك من بنات أفكار وديع حداد، الذي لم يكن له صبر على "العمل الجماهيري" الذي كان حبش يفضله، وهو ما يسمى اليوم في قاموس الفكر السياسي "العمل الجماعي".

وهكذا، في أثناء المحادثة، ذكر حبش مسألة ذلك الطالب اليمينيّ زميلي في الـ IC (مدرستي الثانوية النخبوية البغيضة) الذي "ضايقته"؛ لقد منعته من عرض كتب لتنظيمات يمينية في معرض الكتاب العربي في المدرسة. لقد كان همّي – كما لا زال إلى الآن – "عزل" حزب الكتائب (الفلانجة) – الحزب الفاشي في لبنان – في أعقاب مجزرة عين الرمّانة. وكان والد ذلك الطالب، طبيب الأسنان الذي يتعالج عنده حبش، ومن هنا أوصل الوالد شكواه إلى حبش. وهكذا.. فإن حبش "فتح السيرة"، فأجبته بغرور لا زلت أحرَج كلما تذكرته: في المسائل الثورية لا توجد "واسطة"!. مَن أنا لأتحدث هكذا إلى رمز لثورة عالمية في ذلك الوقت؟! من ظننت نفسي؟ كم كنت مغرورًا. ولا زلت أذكر ماذا أجابني. قال لي: لا يمكننا القول إنه "انعزالي" (ذلك الشاب)، ولا يمكننا القول أيضًا إنه "وطني". لقد تأثرت كثيرًا بذلك اللقاء، ومنذئذ ازداد تقديري وإعجابي – الشخصي – بجورج حبش.

عادة ما تلتقي أناسًا قرأتَ عنهم، فيحصل أن إعجابك بهم يقلّ عندما تتعرف إليهم عن قـُرْب. ولم يكن هذا الحال مع حبش. رغم أنني سياسيًا كنت أزداد ابتعادًا باتجاه الأنارخية (اللانظامية) معارضًا أكثر وأكثر التنظيمات الماركسية اللينينية في الجامعة (إلى درجة أن تنظيمًا ستالينيًا هدّد بقتلي نظرًا لتأثيري السلبي على الكوادر التي تركتهم – حسب قولهم). وبعد ذلك دخنت من غليون حبش. لم أكن مدخنًا ولكنني لم أستطع تفويت فرصة التدخين من غليونه.

لم يكن حبش مؤيدًا لـ"العمليات الدولية"، بل عارضها بعناد. وفي أواخر 1971 اضطرّ إلى فصل أحد أعزّ أصدقائه – وديع حداد – بسبب "خطف الطائرات والعمليات الدولية". لقد آمن حداد بـ"الفعالية" وليس بشيء آخر غيرها، ولم يكن حبش كذلك.

عائلة حبش طبعًا كانت قد طردتها العصابات الصهيونية عام 1948 بقيادة إسحق رابين. (وقد تحدث رابين عن عملية التهجير في مذكراته بصيغتها العبرية وليس بصيغتها الانجليزية – ولا بدّ أنه قد حسبها فوجد أنه لا داعي لتخريب الدعاية الصهيونية في العالم الناطق بالانجليزية).

لقد رأيت حبش مرّات قليلة على مدى سنوات، وكانت المرّة الأخيرة قبل عدّة أعوام عندما اقترح عليّ فواز طرابلسي والناشر رياض نجيب الريّس التحدث إليه في موضوع كتابة سيرته. لم ينتج عن ذلك شيء، وهو قال إن زوجته لم توافق: لقد أرادت احتكار الأمر وإدارته بنفسها.

كان حبش شخصًا يمكنك الاختلاف معه في الرأي: والواقع أنه قرأ عام 1987 لي مادة نقدية جدًا تجاه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نُشرت حينها في مجلة "ميدل إيست جورنال". ولدى لقائنا ناولته مقالة نقدية أخرى كتبتها عنه لمجلة الدراسات الفلسطينية (وكانت بعنوان: "لا وحدة ولا تحرير"). وكانت أختي والمحيطون به قد طلبوا إلي وبلطافة أن لا أكثر في نقديّتي؛ ذلك أنهم كانوا قلقين عليه حيث صارت استجابته أكثر عاطفية من قبل وصار أكثر قابلية للاستثارة. وقد لاحظت أنا ذلك. كان يمكن له أن يردّ بنبرة عاطفية جدًا ولكنه كان متوقد الذهن، مع أنه يمكن له نسيان تاريخ هنا وتاريخ هناك. في ذلك اللقاء الأخير قدّمت بعض النقد بخصوص عدم التقدم في مجال حقوق المرأة في الجبهة الشعبية كما يجب. وقد وافق معي تمامًا، وأخبرني أنهم يعملون على الدفع بعدد أكبر من النساء في المناصب القيادية. وأخبرته أيضًا أن العلمانية لم يتم تأكيدها ودفعها بالدرجة الكافية، وعلى هذا أيضًا وافق معي. ولكن ما أزعجني حينها، هو إحساسه بالتسليم؛ فقد عبّر عن إحساس عميق بالرغبة في ترك المسألة الفلسطينية في يدي حماس وحزب الله، حيث "إننا كيسار قد أخفقنا".

أزعجني أنه لم يرغب بإبداء النقد تجاه الإسلاميين، أو عدم إبدئه اهتمامًا بالحفاظ على اليسار أو إحيائه. وأنا لديّ نظرة نقدية جدًا تجاه تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تتعلق بأمور كثيرة على مرّ السنوات: أموال النفط - بشكل مباشر أو غير مباشر – قد طالت وأفسدت جميع تنظيمات الثورة الفلسطينية. وخلال سنوات تجربة جبهة الرفض (من 1974-1977) سمح حبش والجبهة الشعبية لنظام صدام حسين التسلط عليهم مقابل أموال الدعم الطائلة. هذا كان نقدي.

بين الصهيونية والإمبريالية وأموال النفط ونظام سوريا ونظام العراق وقيادة عرفات الهزيلة، هم نجحوا في إجهاض الثورة الفلسطينية. متفرّدًا في خطوته، استقال حبش من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. لقد اهتمّ بالتأسيس الفكريّ. وقد أعطاني نسخة من الخطة – وكانت سرية للغاية في نظره عندما قال لي ألاّ أتحدث في أمرها مع أحد. وفيما بعد قرأتها وشعرت بحزن كثير.

لقد كانت لديه بالأساس رؤية تتعلق بالتأسيس الفكري المنتظم حول اللينينية – تشمل مكتبًا سياسيًا ولجنة مركزية الخ. ولم تنطلق تلك الرؤية نحو التحقق بالطبع؛ فقد نقصه المال وكان بالكاد يحصّل ما يكفي المعيشة، وأنا أعرف هذا. كما أنه رفض عروض الدعم المالي من قبل أثرياء الفلسطينيين.

ولكن لئلاّ يفرح الصهاينة قبل أوانهم وهم يقرأون هذا، عليّ القول سريعًا: لا زلت أذكر آخر كلمات وجّهها إليّ؛ لقد قال لي كما لو أنه ينفض عن نفسه مزاجًا قاتمًا: "هنالك الآن وسوف يكون بعد الآن جيل فلسطيني جديد". وجدّ صحيح كلامه!




الإثنين 28/1/2008 كتب أسعد أبو خليل تحت صورة جثمان جورج حبش المسجّى:

كم أنا مسرور لأنني لم أكن هناك. لم يكن ليسرّني رؤية جورج حبش هكذا. ليست هذه الصورة التي أحفظها عنه. سوف أتذكره ناريًا غاضبًا وبليغًا. في الليلة الفائتة بقيت حتى الرابعة فجرًا أشاهد تغطية حيّة لجنازته. لقد كانت غلطة، فقد كان الأمر مؤلمًا جدًا لي. هذا الرجل فتح عيوني على فلسطين في مرحلة مبكرة من عمري، ونموذجيته جعلتني أمقت عرفات وأنا في سن الثانية عشرة. ولكن، ماذا كان ياسر عبد ربه يفعل هناك في الجنازة؟ ولماذا لم يرجمه أحد بالبيض - البيض الفاسد جدًا؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
مدير عام
مدير عام
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 141
العمر : 39
الموقع : فلسطين
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : رايق
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

جور حبش الحكيم Empty
مُساهمةموضوع: رد: جور حبش الحكيم   جور حبش الحكيم Emptyالجمعة 04 أبريل 2008, 11:13 pm

مشكور يا مالك الحزين على المواضيع الحلوه

تقبل مروري

البـــــــــــــــــــــــــــــــــرنس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amir-sh.yoo7.com
 
جور حبش الحكيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البرنس :: برنس :: فلسطين الغاليه :: حركات مقاومه-
انتقل الى: